تراث ثقافي مادي

أهمية التراث الثقافي في الحفاظ على التنوع الثقافي

لم يعد يقتصر التراث الثقافي على المعالم التاريخية ومجموعات القطع الفنية والأثرية، وإنما يشمل أيضاً التقاليد، وأشكال التعبير الحية الموروثة من الأسلاف والتي ستنقل إلى الأحفاد جيلاً بعد جيل، مثل التقاليد الشفهية، وفنون الأداء، والممارسات الاجتماعية، والطقوس، والمناسبات الاحتفالية، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، أو المعارف والمهارات المرتبطة بإنتاج الصناعات الحرفية التقليدية.

ويعد التراث الثقافي شاهداً على حياة الآباء والأجداد، وهو يجسد خصائص تاريخ الأمة وحضارتها، وشهادة مادية للحضارات القديمة، ورمزاً لانتشار الحضارة الإنسانية، ودليلاً على إنجازات البشرية عبر التاريخ، وذلك من خلال مواقعها وآثارها التاريخية التي تشكل انعكاساً واقعياً لحضارة هي منبع الفخر، والاعتزاز.

وبهذا فقد أصبح التراث الثقافي عاملاً هاماً في الحفاظ على التنوع الثقافي، وذلك في مواجهة العولمة العالمية، ففهم التراث الثقافي للجماعات المختلفة يساعد على الحوار بين الثقافات ويشجع على الاحترام المتبادل لطريقة عيش الآخر.

وتكمن أهمية التراث الثقافي في المعارف والمهارات الغنية التي تُنقل عبره من جيل إلى آخر، وتقدر القيمة الاجتماعية والاقتصادية التي ينطوي عليها هذا النقل للمعارف، بأهمية بالغة تهم الفرد مثلما تهم المجموعة، وتهم البلدان النامية مثلما تهم البلدان المتقدمة.


المرجع: التنوع الثقافي في إعلان اليونسكو وموقف الإسلام منه -دراسة تحليلية-.

المؤلف: د. نوال الشافعي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى