التعريف بمصطلح التراث الثقافي
لا شك أن للتراث عدة تعريفات، ولا يوجد تعريف موحد له، شأنه شأن معظم مصطلحات العلوم الاجتماعية التي تتأثر بالمتغيرات والخلفيات العلمية، والسياسية، والفكرية، وقد تغير في مضمونه تغيراً كبيراً ويرجع ذلك إلى الصكوك والمواثيق الدولية التي أصدرتها اليونسكو، مثل: اتفاقية القطب الجنوبي 1959م، واتفاقية اليونسكو لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي 1972م، واتفاقية القمر 1979م، كذلك اتفاقية قانون البحار 1982م، واتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه 2001م، مما يدل على أن المصطلح معروف في المعاهدات الدولية و أنه قائم منذ الأزمنة الأولى في القانون الدولي، وهو بلا شك امتداد السلف في الخلف، واستمرار ما ورثه الأبناء، والأحفاد عن الآباء والأجداد، بمعنى أنه نقطة انطلاق نحو المستقبل.
فالتراث هو كل ما صار إلى الوارث، أو الموروث عن الأسلاف من أشياء ذات قيمة وسمات أصيلة، كما أنه مجموعة الآراء والأنماط، والعادات الحضارية المنتقلة من جيل إلى آخر.
” كما يُعرف مصطلح التراث بالملكية، أو الملكية التي تؤول عن الميراث الذي هو تنظيم قائم بذاته في القانون الداخلي والذي يعني فيه انتقال جميع حقوق الشخص المالية بسبب وفاته إلى ورثته بقوة القانون، الأمر الذي يجعل الميراث وسيلة من وسائل اكتساب الحقوق المالية عموماً أو انتقال حقوق الموروث إلى ورثته بدون أي إرادة منهما، ويرى البعض الآخر أن مفهوم التراث يعني الملكية أو المصالح التي تبقى لفرد ما بسبب الميلاد أو انتقال شيء ما من أحد الأجداد أو الماضي” .
وفي إطار الاهتمام بدراسة التراث المشترك للإنسانية بغرض الاعتراف به والتأكيد عليه لصالح أجيال الحاضر والمستقبل، بادرت اليونسكو بتعريفه في اتفاقيتي حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، واتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي باعتباره: ميراث المقتنيات المادية وغير المادية التي تخص مجموعة ما أو مجتمع لديه موروثات من الأجيال السابقة، وظلت باقية حتى الوقت الحاضر ووهبت للأجيال المقبلة. ويُقسم بناء على ما جاء في اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي إلى قسمين، على النحو التالي:
وفي إطار الاهتمام بدراسة التراث المشترك للإنسانية بغرض الاعتراف به والتأكيد عليه لصالح أجيال الحاضر والمستقبل، بادرت اليونسكو بتعريفه في اتفاقيتي حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، واتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي، باعتباره: ميراث المقتنيات المادية وغير المادية التي تخص مجموعة ما أو مجتمع لديه موروثات من الأجيال السابقة، وظلت باقية حتى الوقت الحاضر ووهبت للأجيال المقبلة. ويُقسم بناء على ما جاء في اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي إلى قسمين، على النحو التالي:
- القسم الأول: (التراث الثقافي)، ويقصد به ما يلي:
- الآثار ويقصد بها: الأعمال المعمارية، وأعمال النحت والتصوير على المباني، والعناصر أو التكاوين ذات الصفة الأثرية، والنقوش، والكهوف، ومجموعات المعالم التي لها جميعاً قيمة عالية استثنائية من وجهة نظر التاريخ أو الفن أو العلم.
- المجمعات: مجموعات المباني المنعزلة أو المتصلة، التي لها بسبب عمارتها، أو تناسقها، أو اندماجها في منظر طبيعي، قيمة عالية استثنائية من وجهة نظر التاريخ، أو الفن، أو العلم.
- المواقع: أعمال الإنسان، أو الأعمال المشتركة بين الإنسان والطبيعة، وكذلك المناطق بما فيها المواقع الأثرية، التي لها قيمة عالية استثنائية من وجهة النظر التاريخية أو الجمالية، أو (الأنثروبولوجيا.
وينقسم التراث الثقافي بناء على تقسيم اليونسكو إلى تراث مادي، وتراث غير مادي، فيما يلي التعريف به:
- التراث الثقافي المادي:
ويشمل القطع الأثرية، والمعالم، والمباني، والأعمال، واللوحات الفنية، والزخارف، ويمكن تقسيمه إلى:
- التراث الثابت: كالمباني والمواقع الأثرية، والنقوش، والرسوم الصخرية، والمتاحف، والمراكز التاريخية، ويشمل: (التراث الأثري): ويحتوي على آثار الأنشطة الإنسانية كافة، الموجودة ضمن المواقع الأثرية، مع كل ما تحتويه من مواد ثقافية منقولة. (التراث العمراني): ويعد عنصراً مهماً من عناصر التراث الثقافي، وهو من أهم المصادر المادية التي تعبر عن النشاطات الإنسانية، والاجتماعية، والثقافية، لأناس عاشوا ومارسوا النشاطات في عهود سابقة، وذلك من خلال تتبع الحياة الإنسانية، والاجتماعية وتطورها.
- التراث المنقول: كالقطع الأثرية في المتاحف، والعملات، والأختام المحفورة، واللوحات، والرسوم، والصور المنحوتة، أو المنقوشة، والمخطوطات، والطوابع، ويشمل إلى جانب ذلك، (التراث الوثائقي): الذي يمثل نسبة كبيرة من التراث الثقافي، والذي يرسم صورة للتطور الفكري للمجتمع الإنساني. ويضم كافة الأعمال سواء المكتوبة، أو المطبوعة بمختلف اللغات، كما هو الحال في المخطوطات.
- التراث الثقافي غير المادي:
ويقصد بعبارة التراث الثقافي غير المادي:” الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي، وهذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث جيلاً عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها، ويعزز من ثم احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية. ولا يؤخذ في الحسبان لأغراض هذه الاتفاقية سوى التراث الثقافي غير المادي الذي يتفق مع الصكوك الدولية القائمة المتعلقة بحقوق الإنسان، ومع مقتضيات الاحترام المتبادل بين الجماعات والمجموعات والأفراد والتنمية المستدامة”.
وعلى ضوء التعريف السابق فإن مجالات التراث الثقافي غير المادي مصنفه كالآتي: (التقاليد وأشكال التعبير الشفهي: (بما في ذلك اللغة كواسطة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي)، (فنون وتقاليد أداء العروض)، (الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات)، (المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون)، (المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية).
- القسم الثاني: (التراث الطبيعي)، ويقصد به لأغراض اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي ما يلي:
- المعالم الطبيعية المتألفة من التشكلات الفيزيائية أو (البيولوجية، أو من مجموعات هذه التشكلات التي لها قيمة عالمية استثنائية من وجهة النظر الجمالية، أو الفنية.
- التشكلات (الجيولوجية أو الفيزيوجغرافيا، والمناطق المحددة بدقة مؤلفة لموطن الأجناس الحيوانية أو النباتية المهددة، التي لها قيمة عالمية استثنائية من وجهة نظر العلم، أو المحافظة على الثروات.
- المواقع الطبيعية أو المناطق الطبيعية المحددة بدقة، التي لها قيمة عالمية استثنائية من وجهة نظر العلم أو المحافظة على الثروات أو الجمال الطبيعي.
- القسم الثالث: التراث الثقافي المغمور بالمياه، ويقصد به لأغراض اتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه:
- يقصد بعبارة التراث الثقافي المغمور بالمياه: جميع آثار الوجود الإنساني التي تتسم بطابع ثقافي أو تاريخي أو أثري والتي ظلت مغمورة بالمياه جزئياً أو كلياً، بصورة دورية أو متواصلة، لمدة مائة عام على الأقل مثل: (المواقع والهياكل والمباني والمصنوعات والرفات البشرية مع سياقها الأثري والطبيعي)، (السفن والطائرات وغيرها من وسائل النقل أو أي جزء منها أو حمولتها أو أي من محتوياتها مع سياقها الأثري والطبيعي)، (الأشياء التي تنتمي إلى عصر ما قبل التاريخ).
- لا تعتبر خطوط الأنابيب والكابلات الممتدة من التراث المغمور بالمياه.
- لا تعتبر المنشآت وغيرها من خطوط الأنابيب والكابلات الممتدة في قاع البحار والتي لا تزال مستخدمة من التراث الثقافي المغمور بالمياه.
المرجع: التنوع الثقافي في إعلان اليونسكو وموقف الإسلام منه -دراسة تحليلية-
المؤلف: د. نوال الشافعي.